كُتاب المقالات

حالك بعد حال!!

-

انتهى شهر رمضان وقد أفضى فيه العباد إلى ماكتب لهم من رب العباد من أعمال وطاعات وحسن تواصل بالرحمن وتجديد للعهد وتفقد أحوال النفس وتصحيح مسارها والعودة بها إلى جادة الطريق.

وكان حال العباد في هذا الشهر حال جميل بين الصيام والقيام والتميز بين الآنام حرصا ودأبا وسخاء حيث شحن المؤمن روحه بطاقة ايمانية قوية لعلها تستمر معه أشهرا بعد رمضان.

ومن المسلم به أن أحوال الانسان الايمانية تتذبذب صعودا ونزولاً فتارة يرتفع إيمانه وأخرى ينخفض بحسب حاله وبذله للطاعات والاجتهاد فيها ولكن مع تقدم العمر والخبرة الزمنية وتكرار مواسم الطاعات يجب عليه أن يشد من حاله بعد رمضان بعد ما درب نفسه على حال من العبادة والقرب من الله وليتذكر أن رب رمضان هو رب سائر الشهور مهما مضت الأزمنة والدهور.

يجب على الإنسان الواعي والفطن أن يدرك أن رمضان أتى لتهذيب النفوس وأنه محطة تعليم يبقى أثرها لما بعدها من الشهور والسنين وأن يحرص على ما تدرب عليه في رمضان طيلة الثلاثين يوما من الأعمال الصالحة والتي هي الرصيد الحقيقي للانسان والباقيات عقب رحيله.

فمن وجد من حاله استمرارا للطاعه واجتهادا في العبادة فليشكر الله وليستمر وليطلبه الثبات ومن وجد من حاله انتكاسا وتراجعا عما كان عليه في رمضان فليراجع حاله بعد حال وليشد على نفسه الحبال ولا يطلق لها هواها فلطالما أردى الهوى صاحبه ومال عن الحق وجانبه.

حالك بعد حال تطرح فيها على نفسك ألف سؤال
فهل كنت ولازلت مع الذين لهم مع ربهم وصال؟
أم أنك بدلت حالك بأحوال؟

نسأل الله لنا ولكم الثبات وأن يصلح أحوالنا ويختار لنا أحسن حال وحسن المآل.

✒️ أ. د. يحيى بن مزهر الزهراني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
كاتب بصحيفة أخبار الوطن نيوز.


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى