كُتاب المقالات

زاوية إنسانية مريول المدرسة… ورسالة أعمق من العيد

بقلم الكاتبة: ليلى عسيري -

في زحمة احتفالات العيد، لفتني موقف بسيط في ظاهره، لكنه عميق في معناه ومضمونه. مديرة مدرسة مجمع الحرجة للبنات ببحر أبو سكينة، الأستاذة حلا الدعجاني، وبمساندة من منسقة الشراكة المجتمعية الأستاذة ختمه الصحبي، قررن أن يكون الاحتفال بعيد الفطر في أول يوم دراسي بالمريول المدرسي فقط… لا لبس عيد، لا فساتين فخمة، لا استعراض أناقة.

قد يبدو الأمر عادياً للبعض، لكنه يحمل في جوهره رسالة إنسانية عظيمة، تُعبّر عن وعي تربوي وقيادي عالٍ. فالهدف لم يكن فقط تنظيم الاحتفال، بل حماية مشاعر بعض الطالبات اللواتي قد لا يستطعن شراء ملابس جديدة، تجنبًا لأي لحظة إحراج أو شعور بالنقص.

تخيلوا كم فتاة حضرت وهي مرفوعة الرأس، لأنها لم تكن الوحيدة التي لم تلبس جديدًا؟ وكم ضحكة صادقة خرجت من قلب طالبة شعرت بالمساواة والانتماء لا بالخجل؟

هذا النوع من القيادة، الذي يرى ما خلف التفاصيل الصغيرة، هو ما نحتاجه في مؤسساتنا التربوية. هو المعنى الحقيقي للتربية قبل التعليم، وللاحترام قبل التوجيه.

شكرًا للأستاذة حلا الدعجاني، وشكرًا للأستاذة ختمه الصحبي، لأنكما لم تحتفلان بالعيد فقط، بل احتفلتما بالكرامة الإنسانية، وقدمتم دروسًا صامتة للطالبات، ستبقى في ذاكرتهم أكثر من أي كتاب دراسي


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى