العيد بين القرى والمدن الكبرى

-
في اليوم الرابع من العيد تنحسر الفرحة وتخفت بهجة اللقاء وحرارة المصافحة، بعدما ذابت حلاوة رمضان الروحانية في أجسادنا العطشىٰ ، وكم سعدنا بقدوم اقاربنا و احبابنا من “أهل المدن” الكبرى الذين قرروا مشاركة العيد في المحافظات والقرى البعيدة حيث نشأتهم والتكوين ،الذكرى والذاكرة ،الأهل والأقرباء،الجيران والأصدقاء ،ها هي اليوم مجتمعة بدأت في توديعهم للعودة إلى أعمالهم ومدارسهم وجامعاتهم ،وكم هو مؤلم الوداع غير أن الإعتياد بعثر الحنين والشوق سيل من الوجد ملأ خارطة هذا الوطن العظيم
-الأم تبكي وتدعوا لهم جميعاً “أبناءها و الأحفاد”
-الأب يوصيهم بالجد والأهتمام لخدمة دينهم ومليكهم ووطنهم ودمعة حائرة يبتلعها بغصة و ألم
-الأخوان والأخوات الصغار دون اكتراث ،سوف نكبر ونلحق بكم ونترك هذه القرى الكئيبة
الجميع هنا يحلم بالهجرة الى المدن الكبرى !
البعض ممن شاركنا منهم فرحة العيد لم يكن أحد من والديه لازال على قيد الحياة ، لكنه عاد يشتم رائحتهم في الدروب والطرقات يتنفس عبير الذكريات وحنين لايموت
القرية قدرها أن تعيش التضادات طوال العام ،الحزن والفرح ،السعادة والشقاء ،و لهفة الإنتظار،والبعد و الإغتراب،بينما نزيف العمر يسطو على القرى التى لا تملك سوى مراقبة أبناءها يكبرون ثم يرحلون ،وهي تردد (ربي لاتذرني فرداً و أنت خير الوارثين )
بإيمان ويقين أن الحياة رغم المتغيرات والظروف لا تستقيم إلا بالحب و الوصل و إشاعة الفرح ونشر السعادة و إستشعار نعمة الأمن والأمان على هذه البلد الطيبة
-نستودع الله أحبابنا وكل من شاركنا الفرح والإبتسامة على أمل أن لتقي بهم ونحن و إياهم ننعم بوافر الصحة والعافية وكل عام و أنتم بخير .
بقلم: عبدالله الغاوي
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.