كُتاب المقالات

من أجل شتاء صحي

مقال بقلم: د نجوى الصاوي استشارية حساسية ومناعة

-

مع قدوم الشتاء وانخفاض درجات الحرارة تكتظ العيادات بالمرضى لازدياد حالات الزكام والسعال؛ فيحضر مرضى الربو وحساسية الأنف لتفاقم حالتهم مع البرد؛ ولأن جو الرياض جاف يزداد الجفاف أكثر في هذا الفصل مما يؤثر على الأغشية المخاطية ويؤدي التهابها وانقباض القصبات الهوائية، وتزداد الحالات إذا كان في الجو رياح وغبار. وقد أثبتت بعض الدراسات الحديثة وجود علاقة وطيدة بين الحساسية الأنفية وحساسية الصدر والربو، بحيث عند انخفاض درجة الحرارة إلى أقل من 18 درجة مئوية، تقل حركة الشعيرات المغطية للغشاء المخاطي في الأنف، مما يجعله أكثر عرضة للالتهاب والتحسس، وبالتالي الانسداد وتحويل طريق التنفس إلى الفم، مما يفقد الإنسان الكثير من خصائص عملية التنفس السليم ويعرض المريض إلى انقطاع التنفس وازدياد التهابات الجيوب الأنفية والرئوية وزيادة أعراض تحسس الرئتين وأمراض الحساسية بصفة عامة للمعرضين لها.

لذلك لا بد من أخذ أدوية الربو وحساسية الأنف بانتظام مع بدء فصل الشتاء وتغطيه الرأس والأنف والفم عند الخروج، وعدم شرب السوائل الباردة والتقليل من التدخين ويفضل تجنبه؛ أيضاً تزداد حالات الارتكاريا والشرية في الشتاء بسبب البرد نفسه لأنه يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية في الجلد، وأيضاً ارتداء الصوف والجلوس قرب المدفئة بحيث يؤدي إلى تهيج البشرة ويزيد من الشعور بالحكة.

في هذا الحالة لبس القطن أفضل من الصوف وتجنب الجلوس قرب المدفئة وتجنب الاستحمام بماء حار ولمدة طويلة لأنه أيضاً يجفف البشرة ويزيد الحكة، استخدام المرطبات الخالية من الروائح والبارافين مباشرة بعد الاستحمام، تجنب وضع العطور مباشرة على الجلد 

في هذه الأجواء، حيث تزداد العديد من الأمراض التنفسية المعدية لعدة أسباب منها الميل إلى إغلاق النوافذ والأبواب في فصل الشتاء لمنع دخول الهواء البارد، مما يساهم بدوره في عدم تجدد الهواء وبالتالي ارتفاع فرصة انتقال الفيروس بين الأشخاص الموجودين في المكان نفسه؛ بحيث أن الهواء الجاف في فصل الشتاء يؤدي إلى بطء إنتاج المادة المخاطية في الأنف والمسالك الهوائية بشكل عام، مما يسهل من دخول الفيروس إلى الجسم.

كما لوحظ أن قدرة الخلايا المناعية على القضاء على الميكروبات والجراثيم تنخفض في الشتاء. ولوحظ أن نشاط الفيروسات وقدرتها على تخطي جدار الخلايا يرتفع في فصل الشتاء.

أوجدت دراسة أجرتها الأكاديمية الأميركية للحساسية والربو والمناعة، أن الهواء البارد يؤثر على استجابة الأنف المناعية، وقالت الدراسة إن تدني الحرارة في الأنف 5 درجات مئوية يقتل 50 في المئة من الخلايا المقاومة للفيروسات والبكتيريا في الخياشيم. الدراسة أكدت أن الهواء البارد يرتبط بزيادة العدوى الفيروسية لأن الجسم يكون قد فقد نصف مناعته فقط من جرّاء الانخفاض الطفيف بدرجة الحرارة. ومن شأن ذلك أن يقلل قدرة الجهاز المناعي على محاربة التهابات الجهاز التنفسي بمقدار النصف، ويكفي بشكل أساسي للتخلص من جميع المزايا المناعية التي يتمتع بها الأنف.

وخلصت الدراسة إلى أن الحفاظ على بيئة أكثر دفئاً داخل الأنف، يعزز عمل آلية المناعة جيداً. لذلك لا بد من ضرورة أخذ الحيطة والحذر للحفاظ على صحة الأنف وعدم تعريضه للتيارات الهوائية الباردة بصورة مفاجئة عن طريق تغطية الرأس والأنف والفم والأذنين

والتدرج في التعرض للبرد مثل شرب الماء أو غسل الوجه قبل الخروج من مكان دافئ لمكان بارد. ومن النصائح الأخرى لا بد من الحرص على تهوية الغرف بشكل دوري وغسل اليدين بشكل دوري، وتجنب لمس الأنف، والفم، والعينين قبل الغسل.

الحد من الاختلاط مع الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض العدوى.

الامتناع عن الذهاب إلى الدوام في حال تشخيص الإصابة بالمرض.

الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمي، واللقاحات الأخرى الدورية.

مراجعة الطبيب في حال ظهور أعراض قد تدل على الإصابة بالمرض مع شرب الماء باستمرار لأن شعور العطش يقل بالجو البارد، وشرب الماء والسوائل ضروري لمنع ازدياد لزوجة الدم لأنها خطيرة تؤدي لسكتات الدماغ وجلطات القلب خصوصاً للمرضى المدخنين لأنه بطبيعة الحال عندهم ازدياد في لزوجة الدم بسبب زيادة الهيموجلوبين. ولتعزيز المناعة في الشتاء ينبغي تناول فيتامين “سي” و”دي” والزنك، والتغذية السليمة المتنوعة، تمنياتي لكم بشتاء صحي.

.
بقلم: د نجوى الصاوي
استشارية حساسية ومناعة


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى