الأخلاق والأدب.. نتائجه عجب
-
بقلم: عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي
.
نعم ثلاثة أمور تزيد المرء إجلالاً: الأدب،والعلم، والخلق الحسن
.
فأقول كم أعجبتني هذه الحكمة..بأن
الأدب لا يباع ولا يشترى بل هو طابع في قلب كل من تربى فليس الفقير من فقد الذهب وإنما الفقير من فقد الأخلاق والأدب.
فألان أصبحت المسؤولية كبيرة جدا في هذا الوقت على عاتق الوالدين، فالاب والام هم أولى من يربون أبناءهم على الأدب والأخلاق والتربية السليمة وبدون الإفراط والتفريط في الجانب الأخلاقي مع أنه أهم الجوانب وألزمها على الإنسان!!
قال الله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خلقٍ عَظِيمٍ}.
علينا أن نغرس القيم التى نريد أن نغرسها فى نفوس أبنائنا وهى مبادئ القيم والأخلاق التى تتكلم عن محاسبة النفس، الصبر والعفة، الشجاعة والعدل، البشاشة والتسامح والحرص على مقابلة الإساءة بشكل أفضل، إذا توصلنا فى نهاية الأمر إلى خلق وممارسة الأخلاق والقيم التى نسعى إليها، نكون بدأنا فى بناء إنسان جديد يتوافق مع معطيات العصر وما يسود المجتمع الآن فى العالم كله من الحفاظ على القيم والأخلاق، ونهتم بهذه التربية لأجل لاياتي جيل لايعرف الادب والذوق وهي كثيرة ومنها : عدم توقير وأحترام الكبير وذو الخبرة ،وعدم قبول النصيحة التي تنقلها إليه من خلال خبراتك الإجتماعية، أو أنْ يأخذ أحدهم مكانك في الجلوس دون أنْ يستأذنك، أو أنْ يقطع عليك حديثك في الكلام مع الآخرين ، دون احترامٍ لدورك في الكلام، أو أنْ يطرق عليك أحدهم الباب لزيارتك، أو يتصل عليك في أوقات راحتك، أو أنْ يدير لك وجهه وينصرف عنك قبل أنْ تُنهي حديثك معه وهذا مع الأسف يحدث كثيراً، أو أنْ تُطيل الزيارة على مريضٍ أو شخصٍ يشعر بالضيق والحرج من وجودك، أو أنْ تُدخّن في حضرةِ أناسٍ يتضايقون من دخان سيجارتك،أو أنْ تتحدّث في الجوال، بصوتٍ مرتفع، في مكانٍ عام، وأنت غير مبالي بما تسببه من إزعاجٍ للآخرين.
إذاً ياعزيزي القارئي، فمهما بلغ عِلم المرءِ منّا لن يعني شيئًا إن تبعهُ سوء الخُلق، ولذلك فكما تُجمّل الروح الجسد، فكذلك يجمل الأدب العلم فيجعله حلو المظهر والمذاق، طيّب الأثر، أينما حلّ سكن وأثمر وكان طريقاً للأثر الإيجابي.
وأخيراً لكل من يجهل أو يتغاضى عن أهمية الذوق العام.. فأقول وتأملها اخي القارئي.. الذوق العام كلمة جميلة تعبر عن معانٍ ودلالات أخلاقية رفيعة، وعن تمسك الإنسان بالآداب الحسنة في السلوك والتعامل مع الآخرين، وتجنب ما هو غير لائق ومناسب في العرف العام عند الناس، فكن حريصاً أشد الحرص على أن تكون من أصحاب الذوق الرفيع في كل شيء وبإذن الله تعالى يحدث معه الرقي والإحترام.
*همسة*
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً
فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا
عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ
وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّنا
بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ
وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ
تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ
ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.