سوريا بين الأمنيات والتحديات
-
بقلم : عبدالله الحكمي
خلال السنوات الماضية منذ 2011 عانا بعض أبناء الشعب السوري الشقيق الكثير من الآلام والمعاناة والمآسي ما بين تعذيب وقتل وتهجير وسجون ، وقبل ذلك لم يكونوا احسن حالاً .
اشقائنا السوريين كانوا معنا دائما أشقاء وأحبة ،،
لكن نحن هنا نتحدث عما بعد سنة 2011 فقد تواجد معنا في المملكة العربية السعودية بعض اشقاءنا السوريين، كانو ولا زالوا محل تقدير وترحيب.
نكل الدول تعاملت مع من يصلهم من الشعب السوري كلاجئون ما عدى المملكة العربية السعودية التي جعلت كل سوري مقيم وليس لاجئ فالمملكة لا تعتبر السوريين لاجئين. بل يحصلون على حرية الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية، ويسمح لهم بتولي وظائف والتنقل في ارجاء الوطن .
هذا غير ما تقدمه السعودية للأشقاء السوريين في كل مكان كمساعدات مثلا في لبنان وتركيا والأردن وفي الداخل السوري.
الان بعد دخول المعارضة وانتهاء حكم بشار الاسد ، في البداية كان هناك تخوف من حصول فوضى وقتال ولكن الله عز وجل سلم فكان الوضع فيه القليل من الخسائر ، وفيه بعض التفاؤل .
والان على كل السوريين ان ينبذوا كل الخلافات وان يبتعد الجميع عن اي تصفية حسابات او ثأر او انتقام او اي اختلاف مهما كان ،
اليوم مطلوب من الجميع ان يتساموا فوق اي خلاف ويكونوا يد واحدة وقلب واحد لإعادة وطنهم ووضعه في مكانه الطبيعي بين اشقائه العرب ، أمام الشعب السوري الكثير من الصعاب والتحديات، والعقبات فالتركة ثقيلة ، تدخلات من جهات مختلفة احتلال اجزاء من سوريا ، ميليشيات ومجموعات مسلحة ، واقتصاد منهار ، عدوات ومشاكل داخلية كثيرة، كل هذه الأمور تحتاج لوقفة كل أبناء الشعب السوري مع بعضهم متكاتفين .
وهنا لا بد ان أشير كاعلامي عربي وكمراقب ان هناك اطماع من قبل تركيا في سوريا ، لذلك لا مانع من الاستعانة بتركيا ولكن لا يامن جانبهم ولابد من الحذر منهم،
فكما نعلم أن تركيا تحتل منذ زمن اجزاء من أراض عربية منها لواء إسكندرون وغيره من الأراضي العربية،
وايضاً تركيا توغلت داخل الشمال السوري، ولهم اطماع واضحة فقد رفعوا قبل ايام العلم التركي على قلعة حلب ، وتحدثوا بصوت واضح في البرلمان التركي عن ان حلب تركية.
لذلك المعارضه والشعب السوري كلهم عليهم ان يكونوا يقظين لتركيا ، تقدم مساعدة اهلاً بها وهذا امر جيد ولكن يجب ان لا يكون هناك مقابل ومقايضة بالأراضي السورية .. وخاصة التي أحتلتها خلال السنوات الماضية منذ اندلاع الثورة في 2011 مع مطالبة تركيا بإعادة كل الأراضي العربية المحتلة ،
تركيا تريد منطقة عازلة وهي التي تحتلها وتديرها وتوغلت في سوريا بحجج كثيرة، ولها كما ذكرنا اطماعها .. ولا ننسى ايران .
“نعود الى سيطرة المعارضة على سوريا ونهاية حكم بشار” فكما ذكرت إن هناك بوادر طيبة بعد دخول هيئة تحرير الشام ومن معها من الفصائل العسكرية ووصولهم الى دمشق وانتهاء حكم بشار ، البوادر طيبة ويبدوا أن هناك تفهم وان التسامح والعفو هو السائد الان وهذا ما نتمناه ، مع ان هناك مع كل الأسف أصوات تطالب بالثأر والاقتصاص من البعض ممن يظنون ان لهم يد في قمع الشعب او الإضرار بهم، مما قد يفتح الجحيم مرة أخرى على الشعب السوري لا قدر الله .
فتح صفحة جديدة من العفو والصفح هو الذي سيكون مردوده أفضل وأجدى وأكثر أمناً واستقرارا لسوريا ،، يكفي الشعب السوري سفكا للدماء ويكفيهم ويلات وآلام ومعناه، وتشتت في ارجاء المعمورة .
كل منصف ومحب يتمنى لو تستمر وتزيد وتنموا هذه الأجواء الأخوية بين الشعب السوري بكافة طوائفه وبكافة اجهزته الحكومية والأهلية مع اخوانهم من المعارضة الذين يتولون امر السلطة في البلاد ، لان محبة الشعب فيما بينهم وتكاتفهم هو الأهم وهو الآفضل من الإنتقام ، فكلهم أبناء وطن واحد .
الانتقام والثأر اثر وأضر ببعض الدول على سبيل مثل العراق وقبله لبنان ايام حروبهم وايضاً في ليبيا لذلك علينا ان ناخذ الدروس وان يكون التسامح والعفو والصفح هو سيد الموقف في سوريا لكي يتم البناء وإعادة الحياة لسوريا الغالية للوصول إلى الأمن والرخاء والحياة الكريمة للشعب السوري الشقيق .
قلوبنا مع اشقائنا في سوريا وأمنياتنا لهم بالأمن والاستقرار والسلام والرخاء ، امنياتي الشخصية بان يكون الشعب السوري قدوة لغيره من حيث التسامح والتسامي فوق كل الخلافات والبعد عن كل الأحقاد والكراهية والانتقام ليكونوا جميعا يدا واحدة لإعادة بناء وطنهم.
.
كاتب لصحفية أخبار الوطن
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.