كُتاب المقالات

التقليليه

-

لايكاد يخلو اي نقاش جاداً كان ام اقل جدية من الحديث عن سلبيات الحياه الحديثه ومنها التأثر بالمشاهير والنزعه الجنونيه نحو الاستهلاك وعدم الشعور بالرضا عن الذات والذي يقود الى الشعور بالاكتئاب وعدم وجود معنى للحياه.
ولكن كقدر اي سلبيه ومشكله في هذه الحياه لابد ان تجد لها من يحاول حلها عبر الثروه الاهم التي يملكها الانسان الا وهي العقل والمعرفة والعلم والمحاوله لاتعني النجاح ولكن تعني وجود ادراك بان هناك مشكله ورغبة جادة في المساهمه بحلها.
المحاوله لحل هذه المشكله جاءت عبر فكرة تغيير نمط الحياه الحالي الى شي معاكس تماماً والاسم المتعارف عليه حالياً لهذا النمط هو ( التقليليه ) ممايقودنا الى السؤال البديهي في هذه الحاله ماهي التقليليه.؟
يقول الكتاب جوشوا فيلدز ورايان نيكوديميوس وكوليمان في كتابهم (16 قانون لعيش التقليليه ) انها ايجاد السعادة عبر الحياة وليس عبر الاشياء وان اول خطوة باتجاهها احداث تغيير جوهري في نمط التفكير.
الكاتب جوشوا بيكر في مقال له يقول ان التقليليه هي المبادرة طوعاً بالعيش بالاشياء التي نحتاجها فعلياً لتحقيق اهدافنا والتخلص من ماهو عداها ويقول ان وجود اشياء لانحتاجها يشتتنا عن تحقيق الاهداف المرجوة.
يقول الكاتب انها تعطي القيمه للعلاقات الانسانيه والروح والتجارب وتحرر الانسان من شهوة الامتلاك ومااسماها اكاذيب الحياه الحديثه التي روجت ان السعادة تكون عبر امتلاك اكبر قدر ممكن من الاشياء ومن التأثر بالمشاهير ونمط الحياه الاستهلاكي الذي يروجونه بالتعاون مع الشركات.
الكاتب نيكولاس باروس له مقولة عن التقليليه وهي انها لاتتعلق بتقليل الاشياء وانما بالاحتفاظ بالكمية المثالية منها.
يقول الكاتب جيمس كلير ان التقليليه تتعلق بالالتزام بالاساسيات عوضاً عن اهدار الطاقة والوقت والمال في التفاصيل لانه وحسب قوله حينما تستبعد كل ماهو ليس بضروري لاتكون هناك تفاصيل لتختبئ خلفها عن ماهو اهم في حياتك.
يذكر الكاتب مايسمى بتأثير ديديريوت وهو ان كل ماامتلكنا شيئاً زادت رغبتنا في الامتلاك ممايجعلنا نستهلك بلاتوقف وبلاهدف الا ارضاءً هذا السلوك الادماني.
مماذكر في هذه المقاله ان احتمالية النجاح تزيد حينما يتم التركيز على عدد اقل من المهام
يعتبر مؤلف رواية ( اغنية الجليد والنار ) والمقتبس منها المسلسل الشهير ( صراع العروش ) مثالاً على استخدام التقليليه لتحقيق هدف والنجاح في الوصول له فقد استخدم جهاز كمبيوتر اصدار قديم لايحتوي الا على البرنامج المخصص للكتابه وذلك لالغاء المشتتات مماساعده حسب قوله على التركيز على المهمه وانجازها بافضل شكل.
الكاتب مارك مانسون مؤلف الكتاب الشهير ( فن اللامبالاه ) يقول ان العامل النفسي الذي يجعل الانسان يرغب في الامتلاك يتلخص في جمله ( الاستثمار في الهويه والنفور من الخساره )
الاستثمار في الهويه هو جعل المنتجات التي نمتلكها جزء من هويتنا ولدينا ارتباط عاطفي بها ونربط انفسنا بالشركات المنتجه لها ف هناك من يصف نفسه ب مستخدم آبل وآخر ب فتى فورد Ford guy
اما الخوف من الخساره ف هذا يعود لان رغبة البشر في تجنب الالم اكبر من رغبتهم في طلب اللذه ف التخلص من منتج يمثل قيمة عاطفية او له ذكريات جميله يكون صعب جداً على بعض الناس حتى وان لم يعد يحتاجه الدراسات المتعلقه بالسعادة تقول ان مانحصل عليه من سعادة من خلال التجارب او العلاقات الانسانيه اكبر مما نحصل عليه من خلال امتلاك اكبر قدر من الاشياء يكمل الكاتب هنا بالقول ان التخلص من الاشياء غير الضروريه يحسن من جودة الحياه ف هو يوفر المال والوقت للقيام بالتجارب التي تجعلنا اكثر سعادة وجعل استثمارنا في هويتنا يكمن في سلوكنا وتصرفاتنا لامانمتلكه يعطي الكاتب مجموعة اقتراحات لعيش حياه تقليليه من ضمنها الاستغناء عن الكتب الورقية واستبدالها بالاجهزة اللوحية والعيش باقل عدد ممكن من الملابس ( ثلاث او اربع اطقم بالكثير ) ويعطي قاعده عامه الا وهي تخلص ممالم تستخدمه آخر ثلاث اشهر.
.
بقلم: سعد الجديعي
كاتب بصحيفة أخبار الوطن

اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى