ابراهيم حلوش شاعر الفل والضباب
بقلم ا. احمد الويمني -
الأخضرار الممتد من منطقة جازان الى منطقة عسير جنوب المملكة العربية السعودية يتنوع عبره الكثير من الجمال ، كثيراً من اريج الكادي والفل وغيمةً تنتظرها على اعتاب سماء أبها كل ذلك يختصره الشاعر الانيق ابراهيم حلوش الذي نشأ في جازان ولأنه يعشق الصعود فقد ارتقى كل القمم بمافي ذلك قمة عسير ليسطر عبر تلك المسيرة اعذب وارق الهمسات والنسمات بحضوره المدهش ولغته الباذخة يقول ذات شعر.
لعينيَ فجرٌ تجتبيه الخمائلُ :وبالروح نورٌ تشتهيه السنابلُ
رغم ان ابراهيم لايتحدث عن نفسه كثيراً لكن روحه مغدقة للحد الذي اغرقته.
اكتشف ابراهيم يده تهتز ليلقي مافيها من حبر وورد وحب وهو لايزال في موسم تفتح الازهار ليعطر جازان بعقد من الفل.
ظل يركض خلف الظلال التي مرت بها ليلى والموارد التي ارتشفت منها يبذر حول خطواتها الحنطة يجعل لها الارض مصراً بها كل ماسألت ، ليلى مقلقة الشعراء كانت كفيلة بانسياب الاغاني من المغرم اليافع. اعترف اكثر من مرة ان ليلى اجبرته على بعض الكهنوت ويستيقظ على يديها حين تحرر الوجع .
أغفو على صوت آلامي وأدّكِرُ :
والغيمةُ البِكْرُ من عينيّ تنهمرُ
أمدُّ للحلمْ كفّــًا مورقًا رقصَتْ :
به القصائدُ ،لكنْ خانها النّظَرُ
يُحيطُ بيْ الوهمُ والآهاتُ تعصفُ بي :
ويشتهيني النّدى والوردُ والمطرُ
في ماوراء القلب هناك لإبراهيم عصاه التي يهش بها على التعب لم تكن تسعى هذه المرة لكنه احتاجها حين تجلى للبحر ليضرب فيجعل كل شطرٍ بحراً يفيض حليةً تلبسها البهجة
الشعر كائننا العظيمُ المستبدّ
هو بحرنا المخبوء في جزرٍ ومَدّ
قنديل بهجتنا وحزن سمائنا
وهج البيادر والمدائن والأبد
في علم المنطق لايتوافق الضدين الا ان شاعرنا يستطيع ان يقنعنا بفحيح الشمس في جلودنا ليلة الشتاء وأن يكتب للقمر نهاراً نستقبل فيه محاريب الصلاة .يرتل على نفسه تعويذه الرحيل في احدى اعياد الحنين.
بيَ انفصامان ِذاتيٌ ومكتَسَبٌ :
بيَ اشتعالان ِمكروهٌ ومحمودُ
ابراهيم يثمر دون ان يتدلى يسقينا من العنب خلاصة الرضا والسرور ، ليس هناك مقعد لمن لايثمل في حضور حلوش
اتته البصيرة تزاحم محبيه عليه فلقد تعود (ابو بندر )ان يقول ( من عيوني) كان يكررها لمجرد ان يفتح سماعة هاتفه. كنت استسقي غيث امسياته فينهمر وهو يردد ( من عيوني)
كانت عيونه تتسع للناس والمطر والعشب وكثير من العصافير والصباحات
اتته البصيره وكانت عصاه في كلتا يديه مخضرّة بالحب والاحلام.
فلم يكف عن مصافحة العطر والغيم لايزال مبتهجاً بالقادمين الى الحياة
من جازان الفل وابها الضباب
بقلم
احمد الويمني
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
الشاعر والأديب والرائع حسا وروحا وحضورا إبراهيم حلوش ولد ليكون شاعرا ولد ليكون زهرة الحب يقطفها الجميع يستنشقون شذاها يعبرون بها إلى أحبابهم إبراهيم حلوش أمير الكلمة وسميرها ومروض معانيها إبراهيم حلوش هو ذلك الإنسان الذي يغمرك بكل دفء يحمله وكل فكر ينثره وكل نبض يرسله شخصية تحمل الحب والطموح