خواطر طفل(٣)
د. عثمان بن عبد العزيز آل عثمان -
في جلسة حوارية بين أطفال العائلة مع الأم وفي لحظة نادرة قلما تتكرر في أسرنا في هذا العصر سألت الأم أطفالها عن أهم الاحتياجات التي يريدون أن تتوفر لهم، وهي تقصد الحاجات التي يمكن أن تشتريها لهم من الأسواق من ملابس ومأكل ومشرب وغيرها.
إلا أن الإجابات من الأطفال جاءت بشكل مختلف ومغاير تماماً، فقد عبروا عن حاجتهم إلى المحبة والشعور بالانتماء وأنها لا تقل أهمية عن الطعام والشراب ،وكانت هذه الإجابات تعبيرًا صادقاً عن خواطر الأطفال وما يخفونه في أنفسهم من احتياجات ربما لا يلتفت إليها الآباء كثيرًا.
ونضع أمام أعيننا:
من أهم وسائل التعبير عن المحبة للطفل أن تبدي اهتمامك به وبكلامه فتعطيه الفرصة للكلام وتحسن الاستماع له.
واعلم أن فن الاستماع للطفل هو أهم وسيلة لنقل أواصر المحبة بينك وبين ولدك وتوحي للطفل باهتمامك به وانتباهك له.
كما أن الاستماع الفعال لطفلك يجعلك كأب قادر على فهمه في مراحل نموه المختلفة، ولا سيما حينما يكون في مرحلة المراهقة.
ولاتنس:
كلما زادت ثقتك في طفلك وفي قدراته وأخلاقه ومبادئه، كلما استشعر الطفل ثقتك به كلما عمل على احترام تلك الثقة والظهور في مستواها ويتعلم المسؤولية والرقابة الذاتية.
ولا شك أنك كلما: أظهرت ضعف ثقتك بولدك دفعه ذلك إلى الاحتيال والخداع والظهور بصورتين أو التظاهر بسلوكيات ترضيك ولا تنبع من داخله.
ولايفوتك:
تحدث مع طفلك باستمرار حول ما تريد منه أن يفعل وما تتوقعه منه، وحاول اقناعه من خلال لغة الحوار بهدوء مبتعدًا عن العصبية والصراخ في وجهه، فالصراخ يلغي لغة التواصل والتفاهم بينك وبين ولدك.
ومن الأجمل لك أن: تعامل ولدك كما تحب أن تعامل، فالكبار يرتاحون لو سمعوا كلمات الشكر والاعتذار والمجاملات في الحديث مثل “عفواً” و” لو سمحت” و” شكراً” و” لو تكرمت”.
وما أجمل أن يتعلم الآباء والأمهات أن يحاوروا ويتحدثوا مع ابنائهم بمثل هذه العبارات الودية الجميلة، وما أمتع ردود أفعالهم وارتياحهم لهذا التعامل!
ومن أهم السلوكيات:
التي تعمق المحبة بينك وبين ولدك أن تعطيه من وقتك وتجلس معه في وقت مخصص له، فمن أهم رسائل الأطفال لأباءهم التي قرأتها في بعض الكتب التربوية رائعة الانتشار يقول الطفل لأبيه الحاضر الغائب ” إن الذي أعاتبك عليه يا أبي هو بعض نسيانك لي في زحمة أشغالك واهتماماتك، وإغفالك لإدراج اسمي في مواعيد مذكراتك!!
تلك هي بعض خواطري أكتبها إليك أردتك بها لتسعد بأطفالك غدًا، وجهتها إليك لترقى بتعاملك معهم اليوم، قد يلامس بعضُها شغافَ قلبك فتؤمنُ بها، وقد يمرُّ بعضُها على فكرِك مرورَ الكرام، فاستفدْ مما يناسبُك، وتغافل عما لا يفيدُك، فالتغافلُ ثلثُ العقل كما يقولون.
ولنا موعدٌ قريبٌ – إن شاء الله تعالى- في مقالٍ قادم، ونسعد بأي ملاحظة، أو توجيه.
بقلم
د. عثمان بن عبدالعزيز آل عثمان
رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية
لصعوبات التعلم
عضو مجلس بلدي الرياض.
عضو هيئة الصحفيين السعوديين.
عضو فى عدد من الجمعيات الخيرية، والتعاونية مخترع.
OZO123@hotmail. COM
@DrALOTHMAN
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.