اخلاق أهل البادية بين قسوة الصحراء وتهذيب النفوس

-

رغم جلافه الصحراء وقسوة ظروفها المعيشيه الا ان اخلاق اهل الباديه تميزت بالسلامه والاعتدال ، واصبح الكثير من شواهدها التاريخيه منبع لتهذيب النفس وتقويم السلوك وغرس المبادئ .

و للجوار عند العرب منذ الجاهلية مكانة عالية جاء الإسلام فزادها علواً وهو عند اهل البادية لا يخرج عن هذا الإطار بل يؤكد على رسوخ مكارم الأخلاق العربيع وقد عبر عنها الشاعر النجدي بقوله :

 

جارن على جاره بختري ونوار
وجارن على جاره صفاةٍ محيفه

ولابدها تصبح تواريخ وأذكار
وتبقى لدسمين الشوارب وظيفة

 

ومن جميل ما نذكر قصـه تدل على حسن الجوار واهمية الجار ومكانته العاليه عند اهل الباديه .

ففي احد الايام اصبح راشد الخليفي واذ بـ حلاله قد اخذه الشيخ كنعان بن ميرز الصديد الشمّـري وجماعته ، توجهت ام راشد – وهي وضحى الخليفي – الى بيت الشيـخ والفارس مطني بن جاعد الصهيبي وصرخات الاستنجاد تعلو مطالبتن بحلال ابنائها ، فـ ثار الشيخ مطني الصهيبي في ملاحقة القوم الغازين وتمكن من اسر حماد بن ميزر الصديد وعدد من الغازين ، جاعلاً ثمن اطلاق سراحهم استرداد كامل حلال الخليفي العنزي ، وبالفعل بعد قرابة الشهرين تم ارجاع حلال العنزي كاملا دون نقص . وفي هذه المناسبه يقول الشاعر مجدل الشحلان الميموني :

 

وضحا الخليفي تنـتخي
‏تنخى مروية الغلب
‏لعيونك الوضحا الطيوح
‏مطني تلاحقـهم طلب

 

ويقول مطيران بن عاشق الشاروقي :

 

خلفت اللي نارهم حيه
في زمان السيف والطوسي
يوم تنخاهم خليفيه
جابو ابن صديد محبوسي

 

ويقول مرشد الخليفي :

 

مطني وصيداته بروغات الاذهان
اليا انعقد حبل الرشى بالمحالي
من روس قومن شانهم باللقى شان
زبن الدخيل و محتمين التوالي
ما جفجفو ببشوتهم عند شيخان
نطاحة القاله .. كرام السبالي

اسم الكتاب
فهد الراشد الخليفي