السلوك الدفاعي والإسقاط الاجتماعي

بقلم - محمد آل مشافع -
في العلاقات الاجتماعية، يخطئ بعض الأفراد في حق أصدقائهم وزملائهم مرارًا، مستندين إلى رصيد قديم من التسامح، حتى إذا انسحب الآخرون بهدوء حفاظًا على الود، فسّر المسيء هذا الابتعاد بأنه خيانة وتآمر ضده.
هذه الظاهرة تسمى نظرية الإسقاط ، حيث يسقط الفرد مشكلاته على الآخرين هروبًا من مسؤولية أفعاله. كما تشير أبحاث علم النفس الاجتماعي إلى أن هذه السلوكيات ترتبط بآلية الدفاع النفسي والتنافر المعرفي ، إذ يسعى الإنسان لتبرير تصرفاته بدل الاعتراف بخطئه.
يتطور الأمر إلى محاولات لاستقطاب أطراف أخرى لدعم موقفه، وفقًا لمفهوم الاستقطاب الاجتماعي ، لكن مع تكرار الفشل يواجه صدمة النبذ الاجتماعي ، فيعود محاولاً استعادة العلاقات القديمة، غالبًا دون جدوى.
وقد أدرك الأصدقاء المتضررون عمق المشكلة وتمسكوا بالحكمة النبوية الخالدة:
“لا يُلدغ المؤمن من جحرٍ مرتين.” (رواه البخاري ومسلم).
ختامًا، تؤكد الدراسات أن العلاقات الناضجة تتطلب وعيًا ذاتيًا وشجاعة لتحمل المسؤولية، فبدون ذلك، يتحول الاختلاف إلى قطيعة، وتضيع فرص الإصلاح
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.