عام

لا تقل مهلا بل زد عملا

-

تتسارع اللحظات في أيام رمضان ولياليه ففي الأمس القريب تم اعلان دخول الشهر وهانحن اليوم في منتصفه وهكذا هو الشهر الكريم يأتي كالضيف الزائر كما أشرت إلى ذلك في مقال سابق حيث أصدق وصف له من المولى عز وجل عندما قال تعالى ” أيام معدودات” ولعله يذكرنا بعمر الانسان ورحلته في هذه الحياة الذي سرعان ما ينقضي مهما امتد من الأشهر والسنوات.

هي سنة فطرية لكل بداية نهاية ولكن العبرة والعظة أن ندرك ذلك تماما ونستفيد منه ونتوقف عن اطلاق عبارة مهلا رمضان فلا شيء يتوقف في الحياة ولا شيء دائم سوى سوى وجهه ذو الجلال والاكرام وبناء على هذه الحقيقة الدامغة ينبغي للانسان أن يكون شعاره ” لا تقل مهلا بل زد عملا” وأ يكثر من اجتهاده فيما تبقى من أيام رمضان ولياليه ويودع في رصيده الأعمال الخيرية التي يحتاجها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون.

مقبلون على العشر الأواخر من رمضان وهي ليالي فضيلة تتطلب من الانسان أن يبذل أقصى مالديه من مجهود في العمل والعبادة لما فيها من مضاعفة الأجور لا سيما وهي تحتضن ليلة القدر ذات الشأن والشرف ومن حظي بها فقد حظي بخير عظيم.

وتحمد الله تعالى فعندما ننظر للمسلمين في أصقاع الأرض المختلفة نجد من الاجتهاد في العمل والعبادة طلبا لرضا الله وتأسيا بسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك وحثه لنا على بذل المزيد من العبادة والتقرب بشتى أنواع الطاعات.

وختاما أيها الشباب لا مهلا لموسم الفرص بل عملا واجتهاد فيها فكل الحياة بلحظاتها الجميلة وغيرها تمضي وتنقضي ويثبت الأثر فقط وماقدمت يا انسان، فاللهم اجعلنا ممن يزيد عملا صالحا خالصا لوجهك الكريم في ماتبقى من هذا الشهر المبارك واجعلنا فيه ممن قبلت عمله وعفوت عنه.

.
✒️ أ. د. يحيى بن مزهر الزهراني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
كاتب بصحيفة أخبار الوطن.


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى