دور الدبلوماسية الثقافية على الساحة الدولية
أوزودبيك نزاربيكوف، وزير الثقافة في جمهورية أوزبكستان
-
منذ بداية فترة ولايته، أعطى الرئيس شوكت ميرضيائيف رئيس أوزبكستان الأولوية لتعزيز العلاقات مع الدول الأجنبية.
إن أوزبكستان تعمل بشكل مطرد على تعزيز التعاون البناء والمفيد للطرفين مع البلدان الأخرى والمنظمات الدولية. والخطوات العملية التي نتخذها في سياستنا الخارجية تحظى بتقدير كبير من جانب ممثلي المجتمع الدولي والخبراء الدوليين والشخصيات السياسية من مختلف الدول، الأمر الذي يجلب لنا قدراً هائلاً من الرضا.
وتستحق الإنجازات التي تحققت في مجال الدبلوماسية الدولية، وخاصة في مجال الدبلوماسية الثقافية، الاهتمام بشكل خاص.
تشمل الدبلوماسية الثقافية تبادل الفنون والعناصر الثقافية لتعزيز التفاهم المتبادل واحترام التقاليد وتعزيز العلاقات بين الدول والمجموعات العرقية التي تتقاسم نفس المساحة. وتتمتع أوزبكستان، بما تتمتع به من إمكانات تاريخية فريدة، بموارد وفيرة لتنفيذ مبادرات دبلوماسية ثقافية مميزة، وخاصة في سياق سياستها الخارجية النشطة والبراجماتية.
ومن الجدير بالذكر أن العلاقات الثقافية والإنسانية تطورت بشكل ملحوظ من خلال الوثائق التي تم توقيعها خلال الزيارات الرئاسية للدول الأجنبية، مما أدى إلى تنظيم “أيام الثقافة الأوزبكية” في الدول الشريكة. وفي الفترة من 2017 إلى 2020، أقيمت مثل هذه الفعاليات في ما يقرب من 20 دولة حول العالم، ومن عام 2021 إلى عام 2024، ارتفع هذا العدد إلى 40.
علاوة على ذلك، أطلقت أوزبكستان العديد من المبادرات لتعزيز التعاون الثقافي في إطار تعاونها مع مختلف المنظمات الدولية. وقد صادقت البلاد على أكثر من 100 اتفاقية للتعاون في مجالات الثقافة والعلوم والتعليم، بهدف أساسي يتمثل في الترويج للتراث الفني والثقافي الغني لأوزبكستان على مستوى العالم.
وتستمد الدبلوماسية الثقافية في أوزبكستان جذورها من قيمها التاريخية والثقافية والروحية المشهورة عالميًا، فضلاً عن هندستها المعمارية القديمة وتقاليدها الفريدة. ومن الأمثلة على هذه الإنجازات التقدم في العلوم والثقافة والفنون والرياضة والسياحة والتعليم.
ومن بين الأدوات والآليات المستخدمة على نطاق واسع في الدبلوماسية الثقافية السينما والفن والأدب والعلوم والمهرجانات الوطنية والدولية. وقد أصبح تنظيم مثل هذه المهرجانات الفنية تقليدًا في أوزبكستان. وقد شرعت الفرق الإبداعية بشكل متزايد في جولات خارجية. على سبيل المثال، في عام 2024 وحده، تم تنظيم 28 جولة دولية لفرق إبداعية من منظمات الحفلات الموسيقية. أقيمت فعاليات بارزة مثل مهرجان الرقص اللازجي الدولي الثاني في خيوة (26-30 أبريل)، ومهرجان التطريز الذهبي والمجوهرات الدولي الثاني في بخارى (3-5 مايو)، ومهرجان الزهور الدولي الثالث والستين في نمانجان (مايو-يونيو)، ومنتدى المقام الدولي الثاني للفنون في زومين (27-30 يونيو)، ومهرجان شرق تارونالاري الدولي الثالث عشر للموسيقى في سمرقند (26-30 أغسطس) بنجاح كبير.
ويمتد هذا التعاون الثقافي المتنامي إلى العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة. على سبيل المثال، في نوفمبر وديسمبر 2021، زارت الأوركسترا السيمفونية الوطنية لأوزبكستان دبي. وفي 27 نوفمبر 2021، قدم مسرح عليشير نافوي الحكومي الأكاديمي الكبير باليه “لازجي” في دبي.
وتساهم مثل هذه الشراكات الثقافية بشكل كبير في تعزيز العلاقات الودية زد في المستقبل القريب.
ومن الجدير بالذكر أن صندوق تنمية الثقافة والفنون قام أيضًا بمبادرات مهمة في الدبلوماسية الثقافية الإنسانية، حيث أقيمت بين عامي 2021 و2024، 26 فعالية دولية في مدن رئيسية حول العالم، بما في ذلك دبي والشارقة والدوحة وميلانو والبندقية وفلورنسا وباريس وبرلين وبكين وهانغتشو وباكو.
ولا تعمل هذه الجهود على تعزيز الصورة الإيجابية للدول على الساحة الدولية فحسب، بل إنها تضع الأساس أيضاً لتعزيز العلاقات مع شعوب البلدان الأخرى.
وفي الختام، تلعب الدبلوماسية الثقافية دوراً لا مثيل له في تعزيز العلاقات الودية بين الدول، والاحترام المتبادل، والتفاهم، والتعاون المثمر.
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.