الحساسية والتطور الصحي
-
في السنوات الأخيرة مع تطور المملكة العربية السعودية وزيادة تحول المجتمع للحياة المدنية في معظم مناطق المملكة ازدادت امراض الحساسية بأنواعها وهذه الزيادة ليست فقط في المملكة بل في جميع أنحاء العالم ، ومن أنواع الحساسية التي أرتفع معدلها وممكن ان تهدد الحياة وتحتاج للاهتمام هي حساسية الطعام بحيث زادت أكثر من أي وقت مضى. وتم معرفة ذلك عن طريق كشف أستعراض لبيانات المرضى في المستشفيات التي اوضحت ارتفاع حالات الإصابة بالحساسية المفرطة في جميع مستشفيات العالم
وقد أثبتت البيانات المستقاة من الدراسات إلى أن نسبة المصابين بالحساسية الغذائية في العالم قد ارتفعت من ثلاثة في المئة من سكان العالم في عام 1960 إلى نحو سبعة في المئة في عام 2018.
ويفسر بعض العلماء سبب ارتفاع معدل انتشار الحساسية الغذائية بما يسمى “فرضية النظافة” على حسب نظرية عالم الأوبئة ديفيد ستراشان، الذي لاحظ في عام 1989
ان انخفاض حجم العائلات وتنوع وسائل الراحة والرفاهية في المنازل وارتفاع معايير النظافة الشخصية، على مدى القرن الماضي، إلى انخفاض فرص انتقال العدوى بين الأشقاء الصغار في العائلات و وبالتالي زيادة معدلات الحساسية ايضا من اسباب زيادة امراض الحساسية ازدياد الولادات القيصريه والرضاعة الصناعية التي تعتمد على الحليب البقري بحيث أن تعرض الطفل للبكتيريا الموجودة في قناة الولاده وفي حليب امه يقوي ويدرب مناعته على تمييز جزيئات الطعام في أمعاءه من الجراثيم. وبالتالي لايتعرض لحساسية الطعام.
ومع زيادة الأمراض يوجد تقدّم سريع في التكنولوجيا والبحث والتطوير وذلك بسبب تزايد الطلب على الخدمات الصحية تبعاً لتزايد عدد السكان وازدياد انتشار الأمراض ، فكان لا بدّ من تقديم عدد أكبر من المنشآت الطبية بما فيها احدث الأجهزة الطبية والفحوصات والعلاج
لذلك تضع المملكة العربية السعودية جل اهتمامها في
توفير أفضل الخدمات الطبية للمواطن والمقيم على أرضها، وهي لا تدخر جهداً في سبيل الارتقاء بمستوى الخدمات
الصحية بما فيها الخدمات التخصصية.
وقد وفرت المملكة احدث وسائل العلاج والأدوية عالية الجودة حيث تلقّى القطاع الصحي نفقات مادية في عام 2019 نسبتها 15.6% من الميزانية
السنوية، وهي ثالث أكبر نسبة من حيث النفقات من بين القطاعات الأخرى، بحيث ضخت الحكومة الحكومة الأموال في القطاع الصحي بهدف إنشاء بنية تحتية قوية للقطاع الصحي، واستكمال تركيب المعدات المطورة اللازمة في المستشفيات ومراكز الرعاية الصحيّة الأوليّة، في مختلف المناطق في جميع أنحاء المملكة.
وقد كان لمرضى الحساسية هذا النصيب من التطور والتقدم في تشخيص وعلاج امراض الحساسية بأنواعها
مثل حساسية الصدر والانف والجلد والغذاء والدواء والمرئ
فمثلا حساسية الصدر أو الربو تولي وزارة الصحة دور كبير في الأهتمام في تشخيصه وعلاجه عن طريق توفير احدث الأجهزة والأدوية مثل جهاز اختبار التنفس ايضا تولي الاهتمام في تنظيم اليوم العالمي للربو بحيث يكون حدث سنوي تنظمه المبادرة العالمية للربو بشكل خاص والجهات المحلية المعنية بالأمر بشكل عام؛ وذلك لتحسين الوعي والعناية بمرض الربو في جميع أنحاء العالم، حيث إن الربو مرض مزمن يؤثر في رئتي المصاب، وهو أحد أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا لدى الأطفال والكبار وتم التحكم به عن طريق احدث طرق الوقاية والعلاج ومنها العلاج المناعي والبيولوجي اللذي وفرته المملكة في العديد من المستشفيات وهي أدوية حديثة ومتطورة .
ايضا العديد من أمراض الحساسية الأخرى يتوفر لها احدث الطرق في تشخيصها وعلاجها والوقاية منها وتضاهي المملكة في ذلك العديد من الدول
في زيادة الوعي وتوفير احدث العلاجات في المملكة بحيث انخفضت حالات الوفاة بسبب صدمات الحساسية سواء كان بسبب الغذاء او الدواء أو قرص حشرات وغيره.
.
✒️بقلم:
د نجوى الصاوي
استشارية حساسية و مناعة
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.