أخبار إقتصادية

خلال جلسات ملتقى الوعي المالي: الادخار أهم السلوكيات المالية التي يجب أن يتحلى بها الفرد والمجتمع

- _ العلاقات العامة والتواصل الاجتماعي

دعا عدد من القياديين والخبراء الماليين إلى أهمية تغيير السلوكيات والمفاهيم لدى الأفراد فيما يتعلق بالادخار، فضلا عن أهمية المهارات والمعارف والتعرض للخبرات واكتساب سلوكيات إيجابية في مجال إدخار المال والحفاظ عليه وتنميته، مشيرين إلى أن الادخار يلعب دورا في تحقيق الرؤية في جانب ضمان استدامة التنمية الاقتصادية، باعتبار الوعي المالي والإدخار محور من محاور رؤية المملكة 2030.
جاء ذلك خلال الجلسة الأولى من ملتقى ريالي للوعي المالي 2023 والذي نظمته مؤسسة ريالي، تزامنا مع اليوم العالمي للادخار، بحضور ورعاية وكيل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لتنمية المجتمع سعادة الأستاذ أحمد بن صالح بن ماجد، وبمشاركة عدد من الخبراء والمستشارين الماليين والجهات ذات العلاقة.

تعزيز الوعي المالي والادخار
وخلال الجلسة أبرز مدير إدارة البرامج الادخارية ببنك التنمية الاجتماعية الاستاذ أحمد سعد آل الشيخ خلال حديثه بعنوان “جهود بنك التنمية في تعزيز الوعي المالي والادخار من خلال برامجها الادخارية” مساهمات بنك التنمية الاجتماعية في رفع نسبة الادخار، موضحا بأن بنك التنمية الاجتماعية بدأ رحلة الادخار من خلال وضع خطة استراتيجية عبر تطوير المنتجات والبرامج الادخارية والتوعية المالية، تحسين الثقافة المالية، كما يساهم البنك بدوره في برامج الرؤية في جانب تطوير القطاع المالي ومن ضمنها تعزيز التخطيط المالي لدى الأفراد واستحداث برنامج ادخاري جديد زود الادخاري والذي وصل المشتركين فيه إلى أكثر من ٥٧٠٠ مشترك.
وتناول الاستاذ أحمد آل الشيخ التوجه الاستراتيجي للبنك من ضمنها فعاليات ودورات التأهيل وهاكاثون الادخار، وزيادة التوعية لدى المجتمع للبالغين والأطفال من خلال الدورات والحقائب التدريب والتي استفاد منها أكثر من ٢٩٥ ألف مستفيد، مشيرا إلى أن عدد المستفيدين من برامج وأنشطة البنك تجاوز مليون ونصف مستفيد إجمالا، مبينا بأن البنك استفاد من الممارسات العالمية على مدى أكثر من ١٠٠ عام من أكثر من ٢٠ دولة في جانب الادخار، حيث تمت الاستفادة من هذه أفضل التجارب والممارسات، فضلا عن التعلم من الأخطاء.
كما أشار إلى أن الفرد باستطاعته إدخار ١٠٪ من دخله (حتى لو كان دخله منخفض)، وهي النسبة المثالية للادخار وهذا ما يجعلنا نعزز ونشجع المدخر من خلال حافز، مستعرضا عدد من التحديات التي تواجه الأفراد في جانب زيادة الادخار منها تكاليف المعيشة، والتوعية والثقافة المالية والتي تستعدي الادخار قبل الصرف، مبينا بأن رحلة الادخار طويلة وتبدأ بالتوعية.
وأكد آل الشيخ بأننا اليوم نحتاج إلى تغيير في السلوكيات والمفاهيم لدى الأفراد فيما يتعلق بالادخار، فالأصل أن الإنسان يدخر اولا ثم يصرف ما بقي بعد الادخار.

التعليم هو اللبنة الأولى في غرس المفاهيم
من جانبه تناول مدير عام النشاط الطلابي بوزارة التعليم الدكتور يوسف بن عبدالرحمن الحمودي جهود وزارة التعليم في تحقيق مستهدفات 2030 في الوعي المالي والإدخار، مبينا بأن التعليم هو اللبنة الأولى في غرس المفاهيم الصحيح.
وأشار إلى أن الادخار يعد قيمة مهمة ومهارة ومعرفة في ذات الوقت تساعد الإنسان في عيش حياة كريمة وأن يصبح الفرد ناجح ماليا، مبينا بأن وزارة التعليم انطلاقا من دورها في بناء الجيل وتزويد الطلاب بالمهارات والمعارف لحياة ناجحة حرصت على الوعي المالي من خلال سياقات مختلفة في مجالات المناهج والانشطة اللاصفية والتي أسهم فيها برنامج ريالي منذ عام ٢٠١٧ لجميع الطلاب في كل مناطق المملكة.
وأبرز د. يوسف الحمودي توصيات تقرير مؤسسة التعاون والتنمية الأوروبية والذي أشار إلى وجود ضعف في الوعي المالي، مبينا بأن التقرير أوصى بمعالجة ذلك عبر أستراتيجية ومحتوى إثرائي وأنشطة متنوعة والحمد لله من خلال العمل المشترك، حيث تم العمل على تدريب المعلمين وتحفيزهم وكذلك الطلاب والذي أثمر عن استفادة أكثر من مليونين طالب وطالبة ومازلنا نسعى لتحقيق المستهدف قبل حلول ٢٠٢٤ لتدريب ٣ ملايين طالب وطالبة.
وكشف بأن المناهج التعليمية تضمنت معايير مهمة منها التخطيط المالي والتصرف المالي وحماية المال تشمل المعرفة المالية وبناء الخطط المالية وادخار المال واستثماره وصرف المال، وما يتعلق بالدين والتعامل معه وإدارته، وتم تضمينها في المناهج في التعليم الثانوي تحديدا والتي تشمل المهارات والمعارف المالية، وتشمل معارف أكثر عمقا، إلى جانب التعامل مع إدارة المال والمعرفة المالية كمستهدف رئيسي في الوزارة وفق رؤية المملكة، مبينا بأن هناك مستهدفات تتعلق بذلك تم إدراجها ضمن الرحلة التعليمية للطالب، فضلا عن الربط بين المرحلة الدراسية والحياة العملية، والتركيز على التوعية المالية في وقت مبكر من خلال إشراك الأسر وأولياء الأمور.
وأضاف: نعمل أيضا في وزارة التعليم فيما يتعلق باستثمار المال ودعم تعلم الطلاب مهارات ريادة الأعمال، حيث يجري تنفيذ مسابقة في جميع إدارات التعليم ضمن برنامج ريالي بهدف استكشاف مهارات الطلاب والطالبات فيما يتعلق بريادة الأعمال حيث تم تحقيق نتائج رائعة جدا في هذا المجال وحققنا نجاحات لأكثر من ٧٠٠ ألف طالب وطالبة في هذا المجال، مبينا بأن الوزارة تحرص على غرس الوعي المالي لدى الطلاب ليكون ذلك عادة لديهم من خلال مهارات ومعارف وقيم متعددة، فضلا عن التعرض لخبرات متنوعة لادخار المال والحفاظ عليه وتنميته واكتساب عادات تساعد الطالب طوال حياته على النجاح بِإذْنِ اللَّه، مؤكدا بأن مفاهيم الوعي المالي مبثوثة في جميع المناهج بجميع المراحل الدراسية عبر محتوى غير مباشر مبنية بشكل مقصود لتحقيق تلك المستهدفات.

الاقتصاديين وتحقيق مستهدفات 2030
أما المستشار الاقتصادي والمالي الأستاذ وائل مرزا والذي تحت حول دور الاقتصاديين وتحقيق مستهدفات 2030 في الوعي المالي والإدخار فبين بأن المملكة والتي تعد ضمن أفضل اقتصادات العالم، وأحد أعضاء مجموعة العشرين، وضعت مستهدفات ضمن رؤيتها فيما يتعلق بمجال الوعي المالي والاستثمار، مؤكدا بأن هذا يتحقق من خلال البرامج التنفيذية والتي تتضمن التخطيط المالي.
وأكد المستشار مرزا بأن هذا يدعونا للعمل على رفع مستوى الادخار بين الأفراد والأسر وكيف نستطيع أن نرفع النسبة من خلال التوعية والثقافة والمعرفة المالية والتي تعد جانب مهم، فضلا التثقيف المالي عبر صناعة المحتوى الذي يصنع التأثير في أفراد المجتمع، مشيرا إلى أن الثقافة المالية تعتمد على أسس بناء القاعدة المعرفة التوعية وتحويل المتلقي إلى مرحلة ممارسة الادخار فعلا، فضلا عن إيمان الأفراد وقناعتهم بأهمية الادخار على مستوى بعيد، وتنويع الاستثمار وتنمية المال، وتحقيق الحياة المالية السعيدة خلال جميع مراحل الحياة.
وأوضح المستشار مرزا بأن الادخار يتطلب تغيير مفاهيم، وهذا ما يدعو لتفعيل دور الماليين والاقتصاديين في تعزيز الدخل وتقنين الانفاق، مشيراً إلى أن الادخار يلعب دورا حاسما في تحقيق رؤية المملكة وضمان استدامة التنمية الاقتصادية.
يذكر بأن جلسات ملتقى ريالي للوعي المالي، تناولت العديد من محاور تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الادخار وتنمية المال، مع إبراز تأصيل الممارسات المالية الإيجابية في حياة الأفراد وممارسات المجتمع.


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى