تناهيد الأماني
-
عَـافَـهُ الـوَحْـيُ ؛ فـألْقَى قَـلَمَهْ
ومَــحَـا كُــلَّ حـدِيـثٍ رَسَـمَـهْ
ورَمَــى الـعُمْرَ شَـرِيدًا ومَـضَى
يَـسْـتَقِي الـدَّمْعَ وَيَـقْتَاتُ دَمَـهْ
لَــمْ يَـزَلْ يَـشْرَبُ مِـنْ حَـسْرَتِهِ
كُـلَّـمَـا قَـــاوَمَ حُــزْنًـا هَــزَمَـهْ
وإذَا غَــالَـبَـهُ الــشَّــوْقُ دَعَـــا
مِــنْ تَـجَـاوِيفِ الـمَـنَايَا نَـدَمَهْ
أدْمَــنَ الـهَـجْرَ وكَــمْ سَـارَ بِـهِ
مُـسْرِعًا بِـالْخَطْوِ يَـطْوِي قَدَمَهْ
فَـاخْـتَلَى بِـالْـبَحْرِ يُـنْجِيهِ ولَـمْ
يَـنْـتَبِهْ لِـلْـحُوتِ حِـيـنَ الْـتَقَمَهْ
واحْـتَـمَى بِـالْبُعْدِ لا يَـعْلَمُ مَـنْ
شَـدَّ وَجْـهَ الـعُمْرِ حَـتَّى قَـسَمَهْ
فَــغَـدَا يَـصْـنَعُ مِــنْ أضْـلاعِـهِ
سُـلَّـمًـا حِــيـنَ تَـعَـالَـى هَدَمَهْ
عَـبَـثًـا يَـجْـمَـعُ مِــنْ أنْـقَـاضِهِ
مَـوْعِـدًا مَــاتَ وَحُـلْـمًا كَتَمَهْ
لَـــمْ يَــعُـدْ يَـحْـمِلُ إلّا وَجَـعًـا
أحْــرَقَ الْـقَلْبَ وأجْـرَى حِـمَمَهْ
وَبَــقَــايَـا ذِكْــرَيَــاتٍ نَــبَـتَـتْ
مِـنْ شُـقُوقِ الْوَقْتِ تَجْتَاحُ فَمَهْ
فَــكَـأنَّ الـفُـقْـدَ مُــذْ حَـاصَـرَهُ
مِــنْ تَـنَاهِيدِ الأمَـانِي اقْـتَحَمَهْ
وَكَـــأنَّ الـقَـيْـدَ مِــنْ قَـسْـوَتِهِ
لَـفَّ حَـبْلَ الـصَّبْرِ حَـتَّى قَصَمَهْ
كُـلَّـمَا أفْـسَـحَ لِـلـصَّمْتِ صَـدًى
ضَـحِكَاتُ الـغَدْرِ خَـانَتْ صَمَمَهْ
وإذَا أطْــلَــقَ لِـلْـغَـيْبِ مَـــدًى
جَـمْـرَةُ الـشَّـوْقِ أذَابَـتْ قِـمَمَهْ
فَــتَـنَـاءَى حَــامِــلًا سَــوْأتَــهُ
بـَـيـْنَ عَـيْـنَـيْهِ يُـــوَارِي ألَـمَـهْ
وَمَـضَـى يُـطْـفِىءُ مَــا أشْـعَلَهُ
مِــنْ جَـحِيمٍ حَـامَ ثُـمَّ الـتَهَمَهْ
واكْـتَـفَى بِـالْقَيْدِ خِـلًّا وَقَـضَى
عُـمْـرَهُ الْـبَـاقِي يُـنَاجِي صَـنَمَهْ
وَارْتَضَى الْمَوْتَ خَلاصًا وَمَضَى
نَــاثِـرًا فِــي كُــلِّ دَرْبٍ حُـلُـمَهْ
الشاعر
حجاب إبراهيم عقيلي الحازمي
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.