أخبار المجتمعكُتاب المقالات

رمضان برؤية سناب شات.

بقلم أ. بدرية ال عمر -

يعتبر الصيام ركنا من أركان الأسلام وهو الركن الثالث بعد الشهادتين والصلاة.
ننتظره بشغف حيث يتميز بلياليه الفضيلة وصلاة التراويح التي تضيف نكهة مميزة وخاصة على ليالي هذا الشهر الفضيل وروحانيته، تكثر فيه الاعمال الخيرية وتتهافت القلوب لفعل الطاعات، كما أن لشهر رمضان مكانة خاصة في تراث وتاريخ المسلمين؛ ففيه بدأ نزول القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، وذلك كان في ليلة القدر من هذا الشهر، وفيه حصلت فتوحات عظيمة في مسيرة نشر الإسلام.
ومن الأشياء المميزة في هذا الشهر الفضيل أكلاته المتنوعه والخاصة بشهر رمضان..
ولكن في الأوان الاخيرة انتشرت عادات لم تكن حتى من العادات والتقاليد التي تربينا عليها، بل تقليد اعمى،
لم يعد للطعام نكهه ولا طعم بسبب تنوع الموائد وكثرتها كل ذلك حتى نصور ونعرض على صفحات التواصل الاجتماعي ونتفنن في العرض،
هوس غير منطقي في سناب شات ممل جداً،
كذلك انتشر بين النساء شراء الثياب التراثية والأكسسوارات التراثية وتجهيزات ليست من الضروريات في الحياة، وتكاليف ليست في محلها من أجل فقط أن نعرضها لمتابعينا من خلف شاشة سناب شات، متجاهلين أن هناك اشخاص لايملكون من قوت يومهم إلا مايبلون به ريقهم ويقيم صلبهم ،
أقلب صفحات سناب شات وأفكر وأتساءل :
لماذا هذا البذخ الزائد وغير الواجب علينا وغير المنطقي؟
هل هو جوع بعد شبع؟ أم أن هوس التقليد اصبح يلازم الناس .
لم يعد هناك شيء مميز يبهرنا الجميع اصبحوا متشابهين، يختلفون فقط في طريقة العرض والزوايا..
ومما يشد الانتباه أكثر: كثرة الزحام كل سنة أمام محلات الأواني المنزلية تشعر معها بإن الناس يأكلون ويشربون طوال العام في صحون وأكواب من ورق!
هل أصبحت حياتنا من ورق؟ فراغ نصوره للناس و نتناقل المقاطع حتى تخبر فلانه جارتها بأن فلانة اشترت ذلك الصحن فلنذهب لنشتري مثله أو أن ذلك الثوب جميل فلنلتقط لنا مثله!!
اشياء تجعلك تضحك من فرط الشعور غير المنطقي الذي وصلنا إليه، تصر المرأة في گل مرة أن تُحضر فاتورة تذهل الزوج، ولا يكون من المسكين إلا التسليم وفي النهاية لا يرى منها شيء جميع ما دفع فيه للتصوير والباقي أكوابٌ من ورق وثوب من تقليد …

شهر رمضان أجمل من أن يكون فقط للأكل والملابس والتباهي بما يوضع فوق السفر من أواني منزلية وزحمة الطعام ، شهر رمضان شهر الطاعات والتربية النفسية والعقلية،شهر التواصل من غير تكلف وتكليف..

 

بقلم
بدرية ال عمر


اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

‫10 تعليقات

  1. اعجز ان اصف روعة كلامك
    كله فالصميم
    درسنا الحكمة من مشروعية الصيام الشعور بالفقراء والمساكين
    لقد تغيرنا صرنا نحس بالاغنياء والمتنعمين ففقد الشهر حكمته
    اللهم لاتؤاخذنا بما فعل السفهاء منا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى