غابوا لا تتقصوا أخبارهم
بقلم أ. طلال عبدالمحسن النزهة -
وقفت عاجزا أمام نفسي، لا أعرف هل كان حنينا، أو جلدا للذات، أو وفاءا، أو لقافة، أو متعة في إستحلاب الذكريات، وبعد هذا وقفت متجمدا مع نفسي واصابني الغم فما كان أمامي غير النوم وشيء من البكاء.
اخترت أحدى الدول التي عملت بها ومحتفظ بأرقام بعض الأصدقاء والزملاء هناك ، ومضت سنوات فأشتقت لهم عندما كنا نجتمع في رحلة عمل أو في المكاتب في لقاءات الأعمال، وسألت عن أحوالهم، وبدأت أستحضر إسما إسما لمن كان يجلس في مساحة كبيرة في الفكر والذاكرة.
فالأول جاء الخبر مات في عامه السابق، والثاني رجل مريضا غادر إلى بلاد بعيدة، والثالث مات في عيد الأضحى، والرابع أيضا مات، وسائق المكتب في مرضه العضال، وارتفعت صرخة في داخلي بين الحزن ولوم الذات على جلدها بالسؤال.
ولملمت نفسي حزينا، وأقفلت المكالمة الخطية وقد أنتقلت من فرحة إلى غم كنت قد جلبته لنفسي وكأنني نسيت أن هذه هي الحياة تأخذ هذا وتتأخر عن ذاك.
حقا من حُسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه بالسؤال، أردت إعادة الذكريات عندما كنت هناك، فأصبت نفسي برماح الغم والهم والحزن، وشعرت بشىء يشبه الجهل قد أحتوى فكري وخالط قلبي، فلا تسألوا كثيرا عن الذين مضوا وغابت أخبارهم من زمان ، فالسؤال حنين ولكن قد يجعل في القلب طنين، يرحم الله من عشنا معه واليوم في برزخ بين يدي الله .
بقلم
أ. طلال عبدالمحسن النزهة
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.