2020 عام جائحة هددت البشرية.. 8 محطات رئيسية رسمت الخريطة الزمنية لتهديد كورونا
- الوطن نيوز
أظهر عام 2020 أن سياسة الإنكار التي اتبعتها الصين في بداية ظهور فيروس كورونا المستجد، لم تمنع اجتياح الفيروس العالم مخلفًا وراءه ما يقرب من مليوني حالة وفاة.
مؤشرات كورونا التي ظهرت مع نهاية 2019، وضعت العالم في سباق لمواجهة الجائحة وآثارها الصحية والاقتصادية، سعيًا لتوفير الأدوات اللازمة للحماية من العدوى التي اتخذت من مدينة ووهان الصينية مركزًا لانتشارها العالمي الواسع، وللتوصل إلى لقاح يكتب فصل النهاية في الجائحة التي عانى منها العالم.
ظهور كورونا
بدأت وتيرة الأحداث السريعة بشأن كورونا تظهر في النصف الثاني من يناير الماضي، حيث أعلن الرئيس الصيني شي جين بينج أن فيروس كورونا مرض مُعدٍ يمكنه الانتقال بين البشر.
وخلال تلك الفترة، أُعلن عن وفاة 6 أشخاص بسبب الفيروس التاجي بالصين، ليخرج المتحدث باسم الخارجية الصينية، فنج شوانج، ليؤكد أن بلاده أطلعت منظمة الصحة العالمية والدول المعنية حول الوباء منذ ظهوره لأول مرة.
وخلال الأسبوع الأخير من يناير، بدأت الجائحة تتبلور في الأفق، حيث أعلنت الصين إصابة 614 شخصًا بالوباء، توفي إثرها 17 شخصًا، لتفرض الصين أول حجر صحي بسبب كورونا في العالم داخل مدينة ووهان.
انتشار الفيروس
أدى اتصال مدينة ووهان بحضارات العالم المختلفة وموقعها على ضفاف نهر يانجتسي، إلى أن تكون مركزًا لانتشار الفيروس، خاصة وأن عدد سكانها يفوق 11 مليون نسمة، من بينهم 700 ألف طالب، وهو أكبر عدد من الطلاب في أي من المدن الصينية، بالإضافة إلى تواجد أكثر من 230 شركة من أكبر 500 شركة حول العالم في المدينة.
وما بين اتهامات للصين بإخفاء حقيقة الفيروس خلال الشهرين الأخيرين من 2019 على أقل تقدير، ومساعٍ دولية لقتل الوباء في مهده، خرجت منظمة الصحة العالمية خلال فبراير 2020 لتعلن بشكل رسمي خروج عملية مكافحة الوباء في ووهان عن السيطرة، وهو ما دعمه ظهور عدد من الحالات في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا.
وبنهاية فبراير، أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية، تيدروس جيبريسوس، أن تفشي الفيروس قد وصل إلى “مرحلة حاسمة” وتحول إلى وباء شامل على مستوى العالم.
وفي هذه المرحلة، احتلت إيران وإيطاليا مركزين متقدمين من حيث نقل العدوى إلى مناطق أخرى، وذلك عن طريق أشخاص كانوا في زيارة للدولتين، ما اتبعه ظهور العديد من الحالات ازدادت تدريجيًا مع مرور الوقت، في أوروبا وآسيا، وصولًا إلى إفريقيا وأمريكا الجنوبية.
إغلاق عالمي
بحلول شهر مارس، بدأت ملامح الجائحة تتبلور، حيث اتخذ عدد من الدول في أوروبا وآسيا، قرارًا بإغلاق المدارس والمؤسسات الثقافية، بالإضافة إلى إلغاء الأحداث الرياضية، في محاولة من الحكومات للسيطرة على الجائحة.
وجاءت كل من فرنسا وبريطانيا على رأس الدول التي اتخذت قرار الإغلاق، حيث وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تفشي الفيروس بأنه أخطر أزمة صحية تضرب فرنسا منذ قرن مضى.
وانقسمت الدول الأوروبية إلى فئتين، إحداها قررت تنفيذ إغلاق كامل، وعلى رأسها بريطانيا، حيث شمل القرار المطاعم والحانات ومعظم المتاجر، في حين فضلت بعض البلدان الأوروبية تنفيذ الإغلاق في بعض الأقاليم والمدن التي شهدت بؤرًا لتفشي الفيروس.
ومع بداية أبريل، أصبح أكثر من 3.9 مليارات شخص حول العالم تحت الحجر الصحي، وهي نسبة تعادل تقريبًا نصف تعداد البشر على كوكب الأرض.
وصول كورونا للعرب
لم يكن العالم العربي بمعزل عن الجائحة، حيث بدأ نشاط الفيروس فعليًا في المنطقة العربية مطلع مارس، حيث أعلن عدد من البلدان تسجيل أول إصابة لمواطنيها بالفيروس، مثل السعودية والمغرب ومصر وتونس وغيرها.
وكان العائدون من الخارج هم كلمة السر في نقل العدوى داخل البلدان العربية، حيث كانت أول حالة بالمملكة السعودي قادمة من إيران عبر البحرين، وفي تونس كانت لمواطنة عائدة من إيطاليا، في حين كانت بداية العدوى في بعض البلدان لأجانب، مثل مصر التي كانت بداية الإصابات بكورونا لديها لشخصين أحدهما صيني والآخر كندي.
انخفاض الإصابات
وعلى مدى أكثر من 4 أشهر، وهي الفترة التي شهدت ذروة الجائحة، عَلق العالم آماله على فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة للحد من انتشار الفيروس التاجي، حيث بدأت معظم بلدان العالم ترى انخفاضًا في الحالات المسجلة بحلول شهر يوليو، كما انخفضت أيضًا معدلات الوفاة الناتجة عن الإصابة.
انحصار الفيروس أظهر آمالًا في الأفق لإمكانية الانفتاح التدريجي، وعودة حركة الطيران والأنشطة الاقتصادية والسياسية والثقافية والرياضية إلى مستوياتها قبل الجائحة، كما بدأت بعض البلدان وضع تصور لعودة حركة الطيران والنقل العالمية بشكل موسع.
الموجة الثانية
انطلقت تحذيرات الموجة الثانية لكورونا من أوروبا مع بداية أغسطس الماضي، وذلك بالتزامن مع ظهور بشائر تتعلق باللقاح، حيث حذر مسؤولون في فرنسا وبريطانيا وإسبانيا.
وحذر وزير الصحة البريطاني ماثيو هانكوك من مخاطر انتشار موجة ثانية من الفيروس، وذلك بسبب خرق الشباب للإجراءات الوقائية في بلاده، مؤكدًا أن معظم الإصابات التي أدت إلى ظهور تلك الموجة كانت في الفئة العمرية من 20 إلى 29 عامًا.
وأرجع العلماء حدوث الموجة الثانية بشكل رئيسي إلى رفع التدابير الاحترازية بعد انخفاض مستويات انتشار العدوى خلال الربع الثاني من العام.
وعلى الرغم من التأثير الكبير للموجة الثانية في أوروبا، فإنها لم تستطع الوصول لمستوى مُقلق في العديد من المناطق حول العالم، وإن كان بعض العلماء قد توقعوا ارتفاع معدلات الإصابات بمناطق مختلفة في إفريقيا وآسيا مع بداية 2021.
سباق اللقاحات
ومنذ بداية الربع الثالث من العام الجاري، وبالتحديد خلال شهر يوليو الماضي، بدأت معالم السباق العالمي لإنتاج لقاح مضاد للفيروس التاجي تلوح في الأفق، حيث أعلن العديد من الجهات والمؤسسات العلمية وصولها لمراحل متقدمة من التجارب السريرية الخاصة باللقاح.
وجاء شهر أغسطس بأول إعلان رسمي عن خوض لقاح روسي للمرحلة الثالثة من التجارب السريرية، لتتوالى بعده دخول العديد من المشروعات الهادفة للتوصل إلى لقاح مضاد للفيروس التاجي، للمرحلة ذاتها من التجارب السريرية.
واستطاع العديد من اللقاحات، أبرزها “فايزر – بيونتيك” وأسترازينيكا وسينوفارم، الوصول لمرحلة ما قبل الإنتاج خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، لتبدأ عملية اختبار هذه اللقاح بواسطة الهيئات المعنية بالأدوية على مستوى العالم.
توزيع اللقاحات
مع شهر نوفمبر، بدأت معالم سباق اللقاحات تتضح بشكل كبير، حيث استطاع “فايزر – بيونتيك” و”سينوفارم” تحقيق المستويات المطلوبة من المأمونية على مستوى الاختبارات، بما أسهم في اعتمادهما من الهيئات المعنية.
وكان إعلان هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، بمثابة الخطوة الرئيسية نحو المرحلة المنتظرة، والتي تشمل إنتاج اللقاحات بالصورة التي يمكن معها إعلان قرب انتهاء الفيروس التاجي، والذي أصاب أكثر من 77.5 مليون حول العالم.
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.