رجال فيفا منبع السخاء ومعقل الوفاء
-
❇️ أكتب خاطرتي هذه وأنا أحزم حقائبي لمغادرة ربوع محافظتي ( فيفا والدائر ) الساحرتين بعدما قضيت بضعة أيامٍ ، على جبالها الشامخة كشموخ أهلها النبلاء ، ورأيت تلك المناظر الخلاَّبة لتلك الجبال وقد اكتست بلون الحياة – الأخضر- وزادها سحراً وجملاً إنسياب الماء في شلالاتٍ ذات صوتٍ أخَّاذٍ من الينابيع المتناثرة على صخور تلك الجبال في مشهدٍ يأسر الألباب وأمَّا مجالسها المعلَّقة الفريدة في تصميمها والمتميّّزة بسخاء ووفاء وإيثار ساكنيها لكل ما يبعث البهجة والحبور لضيوفهم فيعجز المرء أن يجد البلاغة التي تفي ذلك المشهد حقَّه من الوصف .
❇️وما كنت لأستمتع بزيارتي غير المسبوقة هذه لولا أنني تشرفت بمقابلة رجالٍ أفذاذٍ بعدما نأى بي الزمان والمكان عنهم تبعاً لظروف العمل لما يربو على ربع قرنٍ من الزمن وهم من قبيلة ( آل سلمان ) إحدى القبائل العريقة من قبائل فيفا وقد غمروني بفيض مشاعرهم ونبل أخلاقهم ولمست ذلك جليَّاً في حرارة إستقبالهم وطوال بقائهم معنا على مدار اليوم حيث لم يكن يفصلهم سوى إنصرافهم بعد إلحاحٍ إلى منازلهم بعدما يكاد الليل أن ينتصف ثم لا يلبثون أن يعودوا مبكراً في اليوم التالي ويمكثوا في بهو الفندق في انتظارنا كي نبدأ يوماً جديداً من النزهة والمتعة واجترار ذكريات الماضي عندما كنّا نعمل سويّاً في منطقة نجرانمتنقلين الى أماكن جذبٍ جديدةٍ كالمطلات المتعدِّدة على قمم جبل فيفا أو زيارة الأسواق ذات الناتج المحلي من البن والحبوب التي تجود بها تلك الأرض الطيِّبة ..
❇️ ولا يفوتني التطرق إلى يومٍ جميلٍ قضيناه في جولةٍ في حدائق فيفا ومزارعها الغنَّاء حتى استقرَّ بنا المقام في أشهرها وهي مزرعة ( المخافة ) العائدة لشيخ شمل قبائل فيفا الشيخ / علي بن حسن الفيفي حيث أقاموا لنا مشكورين وليمة غداءً باذخةً لا تقل كرماً وجوداً عن وليمة سابقة في أول ليالي وصولنا في ضيافة الأخ والصديق والزميل رجل الأعمال الأستاذ / علي سلمان جابر الفيفي وقد سعدنا بالجولة في تلك المزرعة المنسّقة تنسيقاً بديعاً وتشرف عليها هيئة تطوير فيفا وكذلك تتابع أنتاج محاصيلها النادرة جودة شركة أرامكو ، وقد ألفيتها تحوي أنواع الأشجار المحمَّلة بإنتاج متعدد المذاق والشكل كالبُنِّ والعنْب والسفرجل والكاكا والموز والكروم المختلفة والمانجو وغيرها .
❇️ ولعلّ من نافلة القول أنْ أعرِّج ثانيةً على وصف مبانيها بديعة الأشكال زاهية الألوان وقد قهر أهلها الصعاب وشيَّدوها على الجبال في منظرٍعجيبٍ وأنت ترى المباني على أحدث طرازٍ وتشاهد على سفوح الجبال تلك الرافعات المعلقة المتناثرة في كلّ مكانٍ وقد صممت بجهودٍ ذاتيةٍ مستوحاة من عربات التلفريك لنقل مواد البناء
❇️ وقد استمرت ملازمة أخواني الأوفياء لي ولمرافقي حتى حان موعد سفرنا فكانت مظاهر الوداع مؤثرة وأعجز عن وصفها ولم تكن تقل عن حرارة الإستقبال ، نعم …أولئك أخوةٌ سأظلَّ أعتزُّ وأفاخر بأخوتهم وقد سنحت فرصة تجديد الإلتقاء بهم بعد عقودٍ مضت فوجدتهم باقين على العهد الوثيق من الوفاء حتى وإن نال الزمان منَّا جميعاً وتقدُّمت بنا الأعمار ، لكن الذي لم يتغيّر بل إزداد رسوخاً هو ذلك الخُلُقُ الرفيعُ الذي تجلَّى في حميمية اللقاء ، وما غمروني وأحاطوني به من فيض مشاعرهم طوال الأيام التي قضيتها بين ظهرانيهم أراها في عمر الزمن ساعاتٍ قليلةً ، لذا فمن أبسط واجباتهم عليَّ أن آتي على ذكر أسمائهم وأزيِّن بها مقالتي هذه ، فالشكر الجزيل بحجم السماء وبعدد أوراق الأشجار في جبال فيفا والدائر لإخواني الأجلاء وهم :
– جابر سلمان جابر الفيفي ( أبو محمد ) .
– علي سلمان جابر الفيفي(أبوعبدالرحمن) وأنجاله .
– حسين علي السلماني الفيفي (أبو أيمن )
– موسى مفرح الفيفي ( أبو عبدالله ) ونجله
عبدالله .
– حسين أسعد الفيفي ( أبو بدر )
– جبَّار جبران الفيفي ( أبو فهد )
– عبدالله محمد زيدان الفيفي
( أبو عبدالعزيز ) .
ترنيمة أختم بها
وفاءً بعهدي أو تزولا على وعدي
وقفت أحيّى إخوتي وبني ودّي
وقفت أحيًّي عصبةً حاتميةً
بها نستبين الرشد حقا ونستهدي
فأهلا بكم في روضة الحب والصفا
وأهلا بكم عند المسرَّة أو عندي
ودوماً على دروب الحب والخير نلتقي
Muhammad408164@gmail.com
بقلم اللواء . محمد مرعي العمري
اكتشاف المزيد من صحيفة اخبار الوطن
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.